إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
فقد ودعنا إخواني الكرام كثيرة من شهر رمضان وهنا نحن الآن قد استقبلنا العشر الأواخر من شهر رمضان , فالجد الجد لأن العبرة بالخواتيم .
تنصف الشهر وا لهفاه وانهدما = واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسراً = مثلي فيا ويحه يا عُظم من حُرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما = تراه يحصد إلا الهمَّ والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعتَه = في شهر وبحبل الله معتصما
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمالٍ لا يعملها في بقية الشهر فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وفي رواية جدَّ وعنها أيضا رضي الله عنها قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره
فحري بنا أن نقتدي بإمامنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم فالله تعالى يقول : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾.
فلعل الإنسان إذا وفق لاغتنام العشر الأواخر من رمضان أن يوافق ليلة القدر فهي ليلة عظيمة جداً في كما قال الله ﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر وهذا مما تتحير فيه الألباب وتندهش له العقول حيث منَّ الله على هذه الأمة الضعيفة بليلة يكون فيها العمل يقابل ويزيد على ألف شهر.
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
وقال صلى الله عليه وسلم موصيا باغتنام ليلة القدر : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
فحري بالمسلم أن لا يضيع ليلة من ليالي العشر الأواخر فقد تظفر بحسنات لا يعلم بها إلا الله ...
ويستحب لك أن تدعو بالدعاء الوارد المأثور فعن عائشة رضي الله عنها قالت :قلت يا رسول الله أرأيت إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها ؟قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
فانظر إلى عظم هذا الدعاء فأدعية النبي عليه الصلاة والسلام فيها من الفوائد الشيء العظيم الكثير..
فهذا الدعاء فيه ثناء على الله تعالى بأنه عفو والله تعالى يقول ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ ثم فيه طلب من الله تعالى بأن يعفو عن الإنسان ويتجاوز عن زلاته وأخطائه ...
فمن عفى الله عنه فقد فاز وربح ...فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
وأخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن أمر عظيم يتعلق بليلة القدر فقال :ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين , إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.
فتبارك الله رب العالمين ...
وقد شرع لنا في العشر الأواخر من رمضان أن نعتكف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كلام بديع عن الاعتكاف :
لَمّا كَانَ صَلَاحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقَامَتُهُ عَلَى طَرِيقِ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، مُتَوَقّفًا عَلَى جَمْعِيّتِهِ عَلَى اللّهِ وَلَمّ شَعَثِهِ بِإِقْبَالِهِ بِالْكُلّيّةِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، فَإِنّ شَعَثَ الْقَلْبِ لَا يَلُمّهُ إلّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَكَانَ فُضُولُ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَفُضُولُ مُخَالَطَةِ الْأَنَامِ وَفُضُولُ الْكَلَامِ وَفُضُولُ الْمَنَامِ مِمّا يَزِيدُهُ شَعَثًا ، وَيُشَتّتُهُ فِي كُلّ وَادٍ وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، أَوْ يُضْعِفُهُ أَوْ يَعُوقُهُ وَيُوقِفُهُ اقْتَضَتْ رَحْمَةُ الْعَزِيزِ الرّحِيمِ بِعِبَادِهِ أَنْ شَرَعَ لَهُمْ مِنْ الصّوْمِ مَا يُذْهِبُ فُضُولَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَيَسْتَفْرِغُ مِنْ الْقَلْبِ أَخْلَاطَ الشّهَوَاتِ الْمَعُوقَةِ لَهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَشَرْعِهِ بِقَدْرِ الْمَصْلَحَةِ بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بَهْ الْعَبْدُ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ وَلَا يَضُرّهُ وَلَا يَقْطَعُهُ عَنْ مَصَالِحِهِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ
وَشَرَعَ لَهُمْ الِاعْتِكَافَ الّذِي مَقْصُودُهُ وَرُوحُهُ عُكُوفُ الْقَلْبِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَجَمْعِيّتُهُ عَلَيْهِ وَالْخَلْوَةُ بِهِ وَالِانْقِطَاعُ عَنْ الِاشْتِغَالِ بِالْخَلْقِ وَالِاشْتِغَالُ بِهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ بِحَيْثُ يَصِيرُ ذِكْرُهُ وَحُبّهُ وَالْإِقْبَالُ بَدَلَهَا ، وَيَصِيرُ الْهَمّ كُلّهُ بِهِ وَالْخَطَرَاتُ كُلّهَا بِذِكْرِهِ وَالتّفَكّرِ فِي تَحْصِيلِ مَرَاضِيهِ وَمَا يُقَرّبُ مِنْهُ فَيَصِيرُ أُنْسُهُ بِاَللّهِ بَدَلًا عَنْ أُنْسِهِ بِالْخَلْقِ فَيَعُدّهُ بِذَلِكَ لِأُنْسِهِ بِهِ يَوْمَ الْوَحْشَةِ فِي الْقُبُورِ حِينَ لَا أَنِيسَ لَهُ وَلَا مَا يَفْرَحُ بِهِ سِوَاهُ فَهَذَا مَقْصُودُ الِاعْتِكَافِ الْأَعْظَمِ.
فالمقصود من الاعتكاف عكوف القلب على طاعة الله تعالى فهو سبحانه الذي بيده مقاليد الأمور ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
يغفر ذنبا ويفرج هما ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيراناً ويغيث لهفاناً ويفك عانياً ويشبع جائعاً ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما ويقصم جبارا ويقيل عثرة ويستر عورة ويؤَمِّن روعة ويرفع أقواما ويضع آخرين...
فسبحان من ذكره قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح وتبارك الذي من خشيته تتجافى عن المضاجع الجنوب وبرجاء رحمته تتنفس عن نفوس الخائفين الكروب وبروح محبته تطمئن القلوب وترتاح , ما طاب الدنيا إلا بذكره ومعرفته ولا الآخرة إلا بقربه ورؤيته فلو احتجب عن أهل الجنة لاستغاث أهل الجنة في الجنة كما يستغيث أهل النار في النار وأعلنوا الصياح , كل قلوب تألهت سواه فهي فاسدة ليس لها صلاح وكل صدور خلت من هيبته وتقواه فهي ضيقة ليس لها انشراح وكل نفوس أعرضت عن ذكره فهي مظلمة الأرجاء والنواح ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ ...
فاللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
فقد ودعنا إخواني الكرام كثيرة من شهر رمضان وهنا نحن الآن قد استقبلنا العشر الأواخر من شهر رمضان , فالجد الجد لأن العبرة بالخواتيم .
تنصف الشهر وا لهفاه وانهدما = واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسراً = مثلي فيا ويحه يا عُظم من حُرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما = تراه يحصد إلا الهمَّ والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعتَه = في شهر وبحبل الله معتصما
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمالٍ لا يعملها في بقية الشهر فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وفي رواية جدَّ وعنها أيضا رضي الله عنها قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره
فحري بنا أن نقتدي بإمامنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم فالله تعالى يقول : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾.
فلعل الإنسان إذا وفق لاغتنام العشر الأواخر من رمضان أن يوافق ليلة القدر فهي ليلة عظيمة جداً في كما قال الله ﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر وهذا مما تتحير فيه الألباب وتندهش له العقول حيث منَّ الله على هذه الأمة الضعيفة بليلة يكون فيها العمل يقابل ويزيد على ألف شهر.
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
وقال صلى الله عليه وسلم موصيا باغتنام ليلة القدر : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
فحري بالمسلم أن لا يضيع ليلة من ليالي العشر الأواخر فقد تظفر بحسنات لا يعلم بها إلا الله ...
ويستحب لك أن تدعو بالدعاء الوارد المأثور فعن عائشة رضي الله عنها قالت :قلت يا رسول الله أرأيت إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها ؟قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
فانظر إلى عظم هذا الدعاء فأدعية النبي عليه الصلاة والسلام فيها من الفوائد الشيء العظيم الكثير..
فهذا الدعاء فيه ثناء على الله تعالى بأنه عفو والله تعالى يقول ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ ثم فيه طلب من الله تعالى بأن يعفو عن الإنسان ويتجاوز عن زلاته وأخطائه ...
فمن عفى الله عنه فقد فاز وربح ...فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
وأخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن أمر عظيم يتعلق بليلة القدر فقال :ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين , إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.
فتبارك الله رب العالمين ...
وقد شرع لنا في العشر الأواخر من رمضان أن نعتكف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كلام بديع عن الاعتكاف :
لَمّا كَانَ صَلَاحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقَامَتُهُ عَلَى طَرِيقِ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، مُتَوَقّفًا عَلَى جَمْعِيّتِهِ عَلَى اللّهِ وَلَمّ شَعَثِهِ بِإِقْبَالِهِ بِالْكُلّيّةِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، فَإِنّ شَعَثَ الْقَلْبِ لَا يَلُمّهُ إلّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَكَانَ فُضُولُ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَفُضُولُ مُخَالَطَةِ الْأَنَامِ وَفُضُولُ الْكَلَامِ وَفُضُولُ الْمَنَامِ مِمّا يَزِيدُهُ شَعَثًا ، وَيُشَتّتُهُ فِي كُلّ وَادٍ وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، أَوْ يُضْعِفُهُ أَوْ يَعُوقُهُ وَيُوقِفُهُ اقْتَضَتْ رَحْمَةُ الْعَزِيزِ الرّحِيمِ بِعِبَادِهِ أَنْ شَرَعَ لَهُمْ مِنْ الصّوْمِ مَا يُذْهِبُ فُضُولَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَيَسْتَفْرِغُ مِنْ الْقَلْبِ أَخْلَاطَ الشّهَوَاتِ الْمَعُوقَةِ لَهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَشَرْعِهِ بِقَدْرِ الْمَصْلَحَةِ بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بَهْ الْعَبْدُ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ وَلَا يَضُرّهُ وَلَا يَقْطَعُهُ عَنْ مَصَالِحِهِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ
وَشَرَعَ لَهُمْ الِاعْتِكَافَ الّذِي مَقْصُودُهُ وَرُوحُهُ عُكُوفُ الْقَلْبِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى ، وَجَمْعِيّتُهُ عَلَيْهِ وَالْخَلْوَةُ بِهِ وَالِانْقِطَاعُ عَنْ الِاشْتِغَالِ بِالْخَلْقِ وَالِاشْتِغَالُ بِهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ بِحَيْثُ يَصِيرُ ذِكْرُهُ وَحُبّهُ وَالْإِقْبَالُ بَدَلَهَا ، وَيَصِيرُ الْهَمّ كُلّهُ بِهِ وَالْخَطَرَاتُ كُلّهَا بِذِكْرِهِ وَالتّفَكّرِ فِي تَحْصِيلِ مَرَاضِيهِ وَمَا يُقَرّبُ مِنْهُ فَيَصِيرُ أُنْسُهُ بِاَللّهِ بَدَلًا عَنْ أُنْسِهِ بِالْخَلْقِ فَيَعُدّهُ بِذَلِكَ لِأُنْسِهِ بِهِ يَوْمَ الْوَحْشَةِ فِي الْقُبُورِ حِينَ لَا أَنِيسَ لَهُ وَلَا مَا يَفْرَحُ بِهِ سِوَاهُ فَهَذَا مَقْصُودُ الِاعْتِكَافِ الْأَعْظَمِ.
فالمقصود من الاعتكاف عكوف القلب على طاعة الله تعالى فهو سبحانه الذي بيده مقاليد الأمور ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
يغفر ذنبا ويفرج هما ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيراناً ويغيث لهفاناً ويفك عانياً ويشبع جائعاً ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما ويقصم جبارا ويقيل عثرة ويستر عورة ويؤَمِّن روعة ويرفع أقواما ويضع آخرين...
فسبحان من ذكره قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح وتبارك الذي من خشيته تتجافى عن المضاجع الجنوب وبرجاء رحمته تتنفس عن نفوس الخائفين الكروب وبروح محبته تطمئن القلوب وترتاح , ما طاب الدنيا إلا بذكره ومعرفته ولا الآخرة إلا بقربه ورؤيته فلو احتجب عن أهل الجنة لاستغاث أهل الجنة في الجنة كما يستغيث أهل النار في النار وأعلنوا الصياح , كل قلوب تألهت سواه فهي فاسدة ليس لها صلاح وكل صدور خلت من هيبته وتقواه فهي ضيقة ليس لها انشراح وكل نفوس أعرضت عن ذكره فهي مظلمة الأرجاء والنواح ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ ...
فاللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...